شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
المؤرخ الأميركي أيرا م. لابيدس هو أستاذ متخصِّص في تاريخ الشرق الأوسط والتاريخ الإسلامي بجامعة كاليفورنيا بأميركا.
أيرا م. لابيدس (Ira M. Lapidus)
أستاذ متخصِّص في تاريخ الشرق الأوسط والتاريخ الإسلامي بجامعة كاليفورنيا بأميركا، وُلِد ونشأ في مدينة بروكلين بولاية نيويورك عام 1937م، والتحق بجامعة هارفارد، التي تلقَّى في قاعاتها دورةً في تاريخ الشرق الأوسط درَّسها السير هاميلتون جيب، واستمتع بالفصل وأحبَّ المعلم الذي شجَّعه على متابعة العلوم الاجتماعيَّة، بالإضافة إلى التاريخ.
استمرَّ لابيدوس في تلقِّي الدروس في تاريخ الشرق الأوسط والتاريخ الإسلامي، وبعد التخرُّج التحق بالسلك الجامعي، وبدأ بالتدريس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 1965م.
شغل لابيدس لسنواتٍ عديدةٍ منصب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في بيركلي، وهو رئيسٌ سابق ومديرٌ لجمعيَّة دراسات الشرق الأوسط (1984م)، وعمل في العديد من اللجان الإداريَّة والاستشاريَّة والمراجعة المهنيَّة، بما في ذلك اللجان الزائرة لجامعتي جورج تاون وهارفارد، ومؤسَّسة روكفلر، ومعهد الدراسات المتقدِّمة، وكان عضوًا في وفد دراسات الشرق الأوسط الأميركي إلى جمهوريَّة الصين الشعبيَّة.
من أهمِّ مؤلَّفاته: تاريخ المجتمعات الإسلاميَّة، والمدن الإسلاميَّة في العصور الوسطى اللاحقة، الحركات الإسلاميَّة المعاصرة في منظور تاريخي.
(تاريخ المجتمعات الإسلاميَّة = A History of Islamic Societies)
- التنظيم الاجتماعي في القرآن الكريم:
«حرص القرآن، في سياق العائلة الأبويَّة، على إيراد النصوص الكفيلة بتحقيق الإصلاح الأخلاقي والروحي وباستحداث حرِّيَّة وكرامة جديدتين لأعضاء العائلات الأفراد. وعلى نحو استثنائي، نصَّ القرآن على تعزيز مكانة المرأة والطفل اللذين لم يعودا يُعدَّان من المماليك المجرَّدة أو المقاتلين المحتملين؛ بل من الأفراد ذوي الحقوق والحاجات الخاصَّة. ولمصلحة النساء، اعتُرِف بالزواج بوصفه مؤسَّسة منطوية على سلسلة مهمَّة من القيم الروحية والدينيَّة، تُؤكِّد أنَّه -الزواج- علاقة قدَّستها إرادة الله. حضَّ القرآن على احترام تواضعهن وخصوصيَّاتهن، وعلى معاملتهن بوصفهنَّ أشخاصًا ذوات مشاعر، كذلك خصَّ القرآن النساء بجملةٍ معيَّنةٍ من الحقوق المحدَّدة التي لم يكنَّ يتمتَّعن بها في جزيرة العرب في فترة ما قبل الإسلام. باتت الآن قادرة على التملك باسمها هي، وصار يُنتظر منها أن تساعد في إعالة البيت من ملكيَّتها الخاصَّة، ومُنحت حقَّ وراثة ربع أملاك الزوج، وعند الطلاق احتفظت بمهرها المتَّفق عليه، يُضاف إلى ذلك أنَّ القرآن حاول حماية النساء من عمليَّات الطلاق المتعجِّلة المتعسِّفة، عبر الحضِّ على التأجيل، والمصالحة والوساطة من قِبَل العائلات. كذلك أسهمت فترة الانتظار بعد أيِّ طلاقٍ في طمأنة المرأة إلى إعالةٍ انتقاليَّةٍ لأيِّ مولودٍ مستقبليٍّ إذا كانت حاملًا. أخيرًا، تم -أقله- توفير بعض الإمكانيَّة لحصول نوعٍ من الطلاق بمبادرة المرأة»[1].
[1] أيرا م. لابيدس: تاريخ المجتمعات الإسلامية، 1/88، 89.
التعليقات
إرسال تعليقك